فلسفة الملتقى

إن كُلّ من يتأمل في عبادة "الصوم" يجد فيها الكثير من المعاني الرفيعة دينياً، نفسياً، إجتماعياً وروحانياً. ذلك غيرَ استخدام الصوم كعلاجٍ وتجديدٍ للذاتِ يُذكرها بأنّ (حَسبُ ابن آدمَ لُقيماتٍ يُقِمنَ صُلبَه)، وبأنّ جوع الفقير يمكن أن يُغطى بيقين صائِمٍ يثق بجودِ إخوته المسلمين. فنُدرِكُ أن الفقر الحقيقي ليسّ فقر الحاجة فقط وإنما هناك الكثير، فقد يُغلب جوع البطنِ باليقين، لكنّ فقر الروحِ لا تغلبهُ إلا أن نعيش العبادَةَ كما أُريد لها.. "رمضانُ الإسلام" أن يُفرضَ علينا شهرٌ كامل خاص بهذه العبادة الجليّة فإنه أمرٌ كبير يحتاج لوقفات وهو شهرٌ ليس كغيره من الشهور. فهو شهر القُرآن والقُرب، وفيه كان الصحابة يستزيدون لبقية العامِ وقضى الله أن يكون جزاء هذا الشهر له وحده فكُل عملِ ابن آدم له (إلا الصوم!). وإذ به رمضانُ الآن شهرٌ يكاد يفقد قيّمهُ العظيمة التي استدعت بعض الصحابة للدعاءِ سِتَ أشهُرٍ بعده بأن يُقبَل منهم عَمَلَهُم و ستٌ أُخَر بأن يُبَلِغَهُم اللهُ رمضانَ القادم. ويقيناً مِنا بأن المؤمن فقط يحتاجُ للذِكرَى حتى تتجدد النيّةُ الصادقة فإننا في خضم ملتقىً دُوليٍ يسرُد القيّم والروحانياتِ ويزيدُ الهمم لشهرٍ ليس كبقية الشهور.

نستقرئ في هذا الملتقى تأثير الحضارة المادية والتغيرات الحيوية والنشاطية على تهذيب الروح في هذا الشهر الكريم، وكيف يمكن للمسلمين جعله شهراً للتنقية وكيف فعلها الأسبقون! كما سيُرشدنا لأفكار يمكن أن نجدول بها هذا الشهر المبارك. في هذا الإطار ينظم كلٌ من : (مؤسسة عمران، منتدى كوالالمبور، قناة الأنيس الفضائية) وعلى مدار ثلاثة أيام كاملة ملتقى فكري دولي إلكتروني بعنوان: رمضانُ الإسلام

فما هُو "رمضانُ الإسلام" الذي حَرَر مجتمعاتنا المُسلمةَ من جُورِ الماديّة على الرُوح إلى صلاحِ الدُنيا والآخرة؟

ملتقى رمضان الإسلام

"رمضانُ الإسلام" ملتقى دوليّ يَطْرقُ أهم الموضوعات الفكريّة المُتعلقة بشهرِ رَمضان والتي تدفع بنا نحو استعادة موقع الرُوح في العُمران الحضاري، وإدراك المعاني الإيمانيّة والسلوكاتِ العمليّة التي أسّسّت للإنتصارات الكُبرى منذُ فجرِ الإسلام، تزيد الحاجة إلى إمعانِ النَظَر وتجديد الطَرح، في خضم الطُغيان الماديّ الغربي الذي يمتَحِنُ المسلم والأمّة الإسلاميّة على حدٍ سواء في التفاعل مع فريضة الصوم وفق مبادئها الكُبرى، ومنظومتها القيمية الأصيلةِ لا وفق المعايير الماديّة والنزعةِ الفردية المقيتة، وبالمقارنة مع رمضان المُسلمين اليوم الذي تشوبه الاختلالات.

إشكالية الملتقى: يُناقش مُلتقى "رمضان الإسلام" الكثير من الإشكالات ما بين روح صائمة ونظيرتها المُسترسلة في فضاء الماديات، ومن أهم الإشكالات الجوهرية:

  • تأثير الحضارة المادية على الضوابط التي يجب على النفس إتباعها واتخاذها خارطة لتهذيب الروح والسمو بها ضمن ما تقتضيه الأحوال الروحية في رمضان، وإبراز الإرادة كصفة روحية مُكتسبة والعروج عليها من زاوية أخرى وإنزال الروح محل الضمير الحضاري للأمة الإسلامية.

  • · رمضان بوادر الإنتصارات منذ الأزل (روحية كانت أو معنوية أو حسية)، كيف يُعيد رمضان الأسئلة نفسها كل عام، هل حققت الأمة الإسلامية إنتصاراً جديداً تعود ذكراه مع ليلة القدر أولى انتصاراتها؟ وهل يُحرك في النفس المُسلمة بوصلتها تجاه حضارتها الواجب عليها الصعود بنجمها وإكتشاف مُرتكزاتها من جديد؟.

  • · الدُنيا مطية الآخرة، كيف لِرمضان آخروي الهيئة والجزاء أن يُصلح الدُنيا ويُعيد ترتيب أولوياتها؟ بعد أن يجمع رمضان طلته ويفقد العام حلته ماذا لو تكتسي بقية الشهور هيبته وبهاءه ونور لياليه وحِلْم نهاره؟.

  • · رمضان الإسلام؛ شهرٌ خالصٌ لله وهو يجزي عليه، رمضان المُسلمين؛ مُوسم التباهي بالماديات والإنصراف إلى المُلهيات والتفرغ لها وذريعة الكسل والخمول، فما الفرق بين رمضان الإسلام ورمضان المُسلمين وما هي الدرجة الدُنيا من الوعي المطلوبة للتفريق بينهما؟ كيف نجعل من رمضان الإسلام أسلوباً للحياة فردياً وجماعياً؟.

أهداف الملتقى

  1. التوعية بالمظاهر المادية المتفشية في رمضان والتي تحول دُون تهذيب الروح على المستوى الفردي، وتُبرز أثر الحضارة الغربية المادية على المستوى الجماعي.

  2. تجديد النظرِ إلى معاني الصَوم في الإسلام وعلاقتها بقوة الإرادة والحرية، ومركزية الروُح في البناء الحضاري.

  3. تحليل الرُؤى الفكريّة المُعاصرة التي ساهمت في توعية الجماهير المسلمة بالمعاني الرمضانيّة الأكثر مركزيةً وإلحاحًا.

  4. صياغةُ معالم استعادة فاعلية عبادة الصيام من خلال قراءة أبرز الأحداث التاريخيّة التي شقت مسار حضارة الإسلام.

  5. التوجيهُ إلى المُعينات التي تزيد من استفادة الصائم من القرآن في شهر نُزوله لإتباع الحق ونُصرته.

  6. التركيز على أهمية الوعي بحضارة الإسلام والمعاني الجليلة للفرائض وكيفيات توظيفها في الشهود الحضاري.

  7. استنباط القيم الحضاريّة التي تتجلّى في فريضة الصوم، وتوظيفها في التربية المجتمعيّة كذهنيةٍ لا تنقطع بوداع الشهر الفضيل.

  8. الوعي بأهمية التمييز بين رمضان الإسلام ورمضان المسلمين من أجل الفهم الشامل والسلوك الصحيح.

  9. الإرشادُ إلى التوصيات العملية لاغتنام رمضان فرديًا وجماعيًا في إصلاح أمور الدُنيا.